مذكرات مسترشح مش عارف يسترشح
مع إعلان الحكومة عن فتح باب الترشيح لانتخابات المجلس المحلية تذكرت اعلانات الحكومة فى تلفزيونها المصرى .. كن ايجابيا .. شارك فى صنع سياسية بلادك .. سجل نفسك فى الكشوف الانتخابية .. شارك فى العملية الانتخابية ..
ورغبة فى المشاركة فى العملية الانتخابية واستخدام حقى الدستورى فى الترشيح .. وانبثاقا من الرغبة فى خدمة اهالى الدائرة الكرام .. واتساقا مع مبداء العمل العمل .. وانبعاثا وانشقاقا واندثارا الى اخره قررت أن اخوض هذه التجربة .. وياريتنى ما قررت !!!
ستبدأ التجربة من حيث تترك بيتك وعملك وأكل عيشك لتجرى يمين وشمال للبحث عن مستندات التقديم من الشهادة الجامعية واداء الخدمة العسكرية والفيش والتفشيش .. رغم أن الرقم القومى يغنى عن كل ذلك فمجرد ادخاله على الكمبيوتر كفيل ببيان كل هذه المعلومات .. لكن تقول ايه .. حضارة سبعة آلاف سنة من الروتين العقيم .. وأسأل نفسى وانا اخوض هذه المشاوير .. هو أوباما وهلارى قدموا فيش وتفشيش لما دخلوا الانتخابات ؟؟؟
الفيش والتفشيش : -
عند الذهب الى قسم الشرطة لاستخراج الفيش والتفشيش لم يكن من الصعب اكتشاف المؤامرة الأولى .. موظف خاص مختص فقط باستخراج الفيش والتفشيش للمرشحين لانتخابات المحليات .. طبعا هذا الموظف غير موجود طوال النهار .. وخد عندك مائة مشوار ذهابا وايابا للقسم .. فين عم سالم يا جماعة .. عم سالم راح المديرية يودى الفبش .. عم سالم راجع من المديرية بالفيش .. عم سالم رايح فلسطيم يفتح القدس ومعه الفيش .. الخلاصة .. مفيش عم سالم .. ومفيش فيش .. ضاع يوم قول اتنين .. فى النهاية يتوسم موظف اننى من الطبقة العليا علشان البدلة والكرافتة والنظارة السوداء .. فيبادر بالنصيحة .. هو حضرتك مش حزب وطنى برضو .. ايوة طبعا انا من لجنة السخافات .. طيب ما تروح حضرتك مصلحة الأدلة فى الوزارة على طول .. والله فكرة .. شكرا .. وتبدأ مشاوير وزارة الداخلية ذهابا وايابا ..
وفى مصلحة الأدلة داخل وزارة الداخلية التى من اختصاصاتها مكافحة جرائم الرشوة تدور تلك الحوارات مع الموظفين والاجابة عليهم هى ما بين القوسين : -
صباح الخير حضرتك عايز فيش علشان الانتخابات .. ربنا يوفقك معاليك ( عشرة جنية ) .. طبعا حضرتك مستعجل ومش حاتقدر تقف فى الطابور اللى اخره فى ميدان التحرير ( عشرة جنية ) .. حضرتك معاك صورة ( عشرة جنية ) .. طيب تعالى كده وهات ايدك علشان تتفيش ( عشرة جنية ) .. الاستلام بكرة حضرتك .. ليه هو مش مستعجل .. ما هو ده المستعجل .. ضاع كمان يوم .
فكوا المكنة : -
بكرة بقى .. الفيش يا جماعة .. لاء حضرتك تعالى الساعة 4 الظهر .. حاضر .. الساعة 4 الظهر .. الفيش يا جماعة .. اقف فى الطابور .. يالهوى ده اخره فى ميدان التحرير ( عشرة جنية ) .. اسمك ايه .. دور .. مفيش .. مفيش ازاى .. هو بتاع انتخابات ..اه قولت لى .. لاء ماطلعش .. ليه .. اصلهم فكوا المكنة .. مكنة ايه اللى فكوها .. مكنة الفيش بنعمل لها صيانة تعالى بعد اسبوع .. وحياة خالتك تقصد بعد الانتخابات .. انا حاعتصم .. انا حاضرب .. انا معتصم فى الوزارة .. هيصة و زيطة ويتدخل الرئيس ونائب الرئيس .. فى الاخر يظهر الفيش .. اتفضل ياباشا بالتوفيق ( عشرة جنية ) .
شباكنا ستايرة حديد : -
اخيرا ياربى حصلت على الفيش .. احمدك يارب .. يالى بينا بقى على المحافظة .. اخيرا ربنا رضى عنى وحاشوف شباك تقديم طلبات الترشيح .. عشم ابليس يا مرشح شباك ايه يافندى اللى حاتشوفه .. خد عندك ..
عند الوصول الى المحافظة وشباك تقديم الطلبات تفاجأ أن هناك طابور مكون من 500 شخص على الشباك فتضطر للوقوف خلفهم فيكون دورك رقم 501 ومن الساعة 9 صباحا وحتى الواحدة ظهرا لم يتحرك شخص واحد من الخمسمائة .. اغلق الشباك الساعة الواحدة والخمسمائة هم الخمسمائة .. اه كده فهمت .. الخمسمائة كومبارس مهمتهم منع اى مرشح من الوصول للشباك .. تم اغلاق الشباك الساعة الواحدة لتعلن وزارة الداخلية أنه حتى اليوم قبل الاخير لم يتقدم اى شخص للترشيح .. وتناشد الوزارة السادة المواطنين المشاركة فى العملية الانتخابية .. كن ايجابيا وشارك فى صنع سياسية بلادك .. بلادنا بتتقدم بينا .. ايدك معنا .. اللى يحب النبى يزق علشان بلدنا مش عارفة تتقدم بينا .. يعود المرشح رقم 501 الى بيته واوراق ترشيحه فى يده بعد ان فشل فى الوصول الى الشباك .. يجلس امام التلفزيون ليشاهد اعلانات وزارة الداخلية ..كن ايجابيا وشارك فى العملية الانتخابية .. يا مثبت العقل والدين يارب .. ضغطى طالع نازل ..
اليوم الاخير : -
غدا الخميس ... اليوم الاخير لتقديم اوراق الترشيح .. والاوراق لا تزال فى جيبى .. ومن التاسعة صباحا سأذهب الى شباكنا ستايره حديد لأجد نفس الخمسمائة شخص يقفون فى نفس الطابور .. طيب اعمل ايه .. حاعتصم فى المحافظة .. ماينفعش .. حاعتصم فى الشارع ادام المحافظة .. حاتيجى أمن الدولة تشيلك .. حابعت للسيد جورج بوش رئيس مجلس ادارة العالم اناشدة ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية لتمكينى من الترشيح .. ماينفعش حاتاخد وقت .. طب اعمل ايه ياعالم !!!
أنا لا اتطلع ولا احلم ولا أتجراء أن أحلم بالنجاح .. انا فقط ارغب فى الحصول على لقب مرشح .. بس مش اكتر من كده .. مش عايز انجح .. عايز بس لقب مرشح .. هو ده كتير يا عالم .
أحمد حلمى
المحامى
مسترشح مش عارف يسترشح
ورغبة فى المشاركة فى العملية الانتخابية واستخدام حقى الدستورى فى الترشيح .. وانبثاقا من الرغبة فى خدمة اهالى الدائرة الكرام .. واتساقا مع مبداء العمل العمل .. وانبعاثا وانشقاقا واندثارا الى اخره قررت أن اخوض هذه التجربة .. وياريتنى ما قررت !!!
ستبدأ التجربة من حيث تترك بيتك وعملك وأكل عيشك لتجرى يمين وشمال للبحث عن مستندات التقديم من الشهادة الجامعية واداء الخدمة العسكرية والفيش والتفشيش .. رغم أن الرقم القومى يغنى عن كل ذلك فمجرد ادخاله على الكمبيوتر كفيل ببيان كل هذه المعلومات .. لكن تقول ايه .. حضارة سبعة آلاف سنة من الروتين العقيم .. وأسأل نفسى وانا اخوض هذه المشاوير .. هو أوباما وهلارى قدموا فيش وتفشيش لما دخلوا الانتخابات ؟؟؟
الفيش والتفشيش : -
عند الذهب الى قسم الشرطة لاستخراج الفيش والتفشيش لم يكن من الصعب اكتشاف المؤامرة الأولى .. موظف خاص مختص فقط باستخراج الفيش والتفشيش للمرشحين لانتخابات المحليات .. طبعا هذا الموظف غير موجود طوال النهار .. وخد عندك مائة مشوار ذهابا وايابا للقسم .. فين عم سالم يا جماعة .. عم سالم راح المديرية يودى الفبش .. عم سالم راجع من المديرية بالفيش .. عم سالم رايح فلسطيم يفتح القدس ومعه الفيش .. الخلاصة .. مفيش عم سالم .. ومفيش فيش .. ضاع يوم قول اتنين .. فى النهاية يتوسم موظف اننى من الطبقة العليا علشان البدلة والكرافتة والنظارة السوداء .. فيبادر بالنصيحة .. هو حضرتك مش حزب وطنى برضو .. ايوة طبعا انا من لجنة السخافات .. طيب ما تروح حضرتك مصلحة الأدلة فى الوزارة على طول .. والله فكرة .. شكرا .. وتبدأ مشاوير وزارة الداخلية ذهابا وايابا ..
وفى مصلحة الأدلة داخل وزارة الداخلية التى من اختصاصاتها مكافحة جرائم الرشوة تدور تلك الحوارات مع الموظفين والاجابة عليهم هى ما بين القوسين : -
صباح الخير حضرتك عايز فيش علشان الانتخابات .. ربنا يوفقك معاليك ( عشرة جنية ) .. طبعا حضرتك مستعجل ومش حاتقدر تقف فى الطابور اللى اخره فى ميدان التحرير ( عشرة جنية ) .. حضرتك معاك صورة ( عشرة جنية ) .. طيب تعالى كده وهات ايدك علشان تتفيش ( عشرة جنية ) .. الاستلام بكرة حضرتك .. ليه هو مش مستعجل .. ما هو ده المستعجل .. ضاع كمان يوم .
فكوا المكنة : -
بكرة بقى .. الفيش يا جماعة .. لاء حضرتك تعالى الساعة 4 الظهر .. حاضر .. الساعة 4 الظهر .. الفيش يا جماعة .. اقف فى الطابور .. يالهوى ده اخره فى ميدان التحرير ( عشرة جنية ) .. اسمك ايه .. دور .. مفيش .. مفيش ازاى .. هو بتاع انتخابات ..اه قولت لى .. لاء ماطلعش .. ليه .. اصلهم فكوا المكنة .. مكنة ايه اللى فكوها .. مكنة الفيش بنعمل لها صيانة تعالى بعد اسبوع .. وحياة خالتك تقصد بعد الانتخابات .. انا حاعتصم .. انا حاضرب .. انا معتصم فى الوزارة .. هيصة و زيطة ويتدخل الرئيس ونائب الرئيس .. فى الاخر يظهر الفيش .. اتفضل ياباشا بالتوفيق ( عشرة جنية ) .
شباكنا ستايرة حديد : -
اخيرا ياربى حصلت على الفيش .. احمدك يارب .. يالى بينا بقى على المحافظة .. اخيرا ربنا رضى عنى وحاشوف شباك تقديم طلبات الترشيح .. عشم ابليس يا مرشح شباك ايه يافندى اللى حاتشوفه .. خد عندك ..
عند الوصول الى المحافظة وشباك تقديم الطلبات تفاجأ أن هناك طابور مكون من 500 شخص على الشباك فتضطر للوقوف خلفهم فيكون دورك رقم 501 ومن الساعة 9 صباحا وحتى الواحدة ظهرا لم يتحرك شخص واحد من الخمسمائة .. اغلق الشباك الساعة الواحدة والخمسمائة هم الخمسمائة .. اه كده فهمت .. الخمسمائة كومبارس مهمتهم منع اى مرشح من الوصول للشباك .. تم اغلاق الشباك الساعة الواحدة لتعلن وزارة الداخلية أنه حتى اليوم قبل الاخير لم يتقدم اى شخص للترشيح .. وتناشد الوزارة السادة المواطنين المشاركة فى العملية الانتخابية .. كن ايجابيا وشارك فى صنع سياسية بلادك .. بلادنا بتتقدم بينا .. ايدك معنا .. اللى يحب النبى يزق علشان بلدنا مش عارفة تتقدم بينا .. يعود المرشح رقم 501 الى بيته واوراق ترشيحه فى يده بعد ان فشل فى الوصول الى الشباك .. يجلس امام التلفزيون ليشاهد اعلانات وزارة الداخلية ..كن ايجابيا وشارك فى العملية الانتخابية .. يا مثبت العقل والدين يارب .. ضغطى طالع نازل ..
اليوم الاخير : -
غدا الخميس ... اليوم الاخير لتقديم اوراق الترشيح .. والاوراق لا تزال فى جيبى .. ومن التاسعة صباحا سأذهب الى شباكنا ستايره حديد لأجد نفس الخمسمائة شخص يقفون فى نفس الطابور .. طيب اعمل ايه .. حاعتصم فى المحافظة .. ماينفعش .. حاعتصم فى الشارع ادام المحافظة .. حاتيجى أمن الدولة تشيلك .. حابعت للسيد جورج بوش رئيس مجلس ادارة العالم اناشدة ممارسة ضغوط على الحكومة المصرية لتمكينى من الترشيح .. ماينفعش حاتاخد وقت .. طب اعمل ايه ياعالم !!!
أنا لا اتطلع ولا احلم ولا أتجراء أن أحلم بالنجاح .. انا فقط ارغب فى الحصول على لقب مرشح .. بس مش اكتر من كده .. مش عايز انجح .. عايز بس لقب مرشح .. هو ده كتير يا عالم .
أحمد حلمى
المحامى
مسترشح مش عارف يسترشح
مرسلة بواسطة الحرية @ ٣:٥٤ م
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية